الحياة الزوجية

بعض المزاح.. يبعد الأتراح

د. محمد رشيد العويد

كشفت دراسة أعدها باحثون من جامعة ستانفورد في واشنطن حول مدى تفاعل عقول النساء والرجال للدعابة، أن المرأة أكثر قابلية للتمتع بالنكتة إن كانت مضحكة بالفعل.

وقال الدكتور آلان ريس الذي قاد البحث: أعتقد أن الدراسة تسهم في إرساء قواعد فهم الاختلافات بين الأفراد، مشيرة إلى أن حس الدعابة يعين البشر على التكيف مع ضغوط الحياة وتأسيس العلاقات وتوطيدها، وقد تسهم في تقوية جهاز المناعة في الجسم.

ماذا يعني هذا أيها الإخوة المتزوجون؟

أليس في ما يعنيه أننا معشر المتزوجين نحتاج إلى إدخال المرح والدعابة إلى حياتنا الزوجية حتى نخفف من الضغوط التي تزيد في بعض خلافاتنا؟ بل قد تشعلها أحيانا ؟!

إن الجدية المستمرة، والعمل المتواصل، يحتاجان إلى شيء من المرح والفكاهة والدعابة التي تلطف الأجواء وتبعث في النفوس الحبور والسرور، ولقد كان حبيبنا “صلى الله عليه وسلم” يمازح الصحابة وأمهات المؤمنين، فما يمنعه من هذا المزاح أعباء الدعوة الكبيرة والقول الثقيل الذي أنزل عليه “إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا”، ومن مزاحه “صلى الله عليه وسلم” أن رجلاً من أهل البادية اسمه زاهر (وكان دميماً قبيحاً) فأتاه رسول الله وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني.. من هذا؟ فالتفت فعرف أنه النبي “صلى الله عليه وسلم”، فجعل يلصق ظهره بصدر النبي “صلى الله عليه وسلم” الذي صار يقول: “من يشتري العبد؟” فقال زاهر: یا رسول الله والله تجدني کاسداً، فقال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: “لكنك عند الله لست بكاسد” أو قال: “لكنك عند الله غال”. رجال الحديث كلهم ثقات.

وكان “عليه الصلاة والسلام” يضاحك نساءه ويلاعبهن ويلاطفهن، حتى إنه سابق السيدة عائشة مرتين: سبقته في الأولى وسبقها في الثانية، فقال لها وهو يضحك: “هذه بتلك السبقة”.

لهذا أنصح الأزواج والزوجات بأن يمازح بعضهم بعضاً، فيحكى الزوج لزوجته موقفاً مضحكاً حدث له أو رآه، وكذلك تفعل الزوجة فتحكي لزوجها مثل ذلك، أو تحدثه عن بعض أقوال أطفالها أو تصرفاتهم التي تشيع أجواء الفرح والسرور بين الزوجين.

وأورد فيما يلي بعض الطرائف والنكت عن الأزواج والزوجات ليختاروا منها ما يرونه مناسباً ليحكيه بعضهم لبعض:

  • دعت زوجة ربها فقالت في دعائها: اللهم امنحي الحكمة لأفهم الرجل، وألهمني الصبر لأتحمله، لأنني إن سألتك القوة ومنحتني إياها فلن يوقفني شيء عن ضربه!
  • سأل أحدهم صديقه في عزائه بزوجته: كيف ماتت زوجتك؟

أجاب: نطحها الثور الذي اشتريناه قبل يومين، فقال الصديق المعزي: ما أكثر هؤلاء الرجال الذين جاؤوا يعزونك بها؟ فرد الزوج: هؤلاء لم يأتوا لتعزيتي.. بل ليشتروا الثور.

  • زوج رومانسي قال لزوجته بعدما نام أطفالهما: قولي لي كلمة دافئة؟ فقالت: مدفأة؟

قال الزوج: لا، لم أقصد هذا، قولي لي كلمة حلوة. قالت: رهش (حلاوة)!

قال الزوج: لم لا تفهمينني؟! قولي لي كلمة تفجر ما في داخلي، قالت: قنبلة تفجرك وتريحني منك ومن طلباتك السخيفة!!

. توفي رجل وأراد أهله من أصدقائه إبلاغ زوجته، فاعتذروا جميعاً إلا واحداً رضي بأن يقوم بإبلاغها بوفاته، فاتصل بها ودار بينهما الحوار التالي:

صديق الزوج: مساء الخير.

الزوجة: مساء النور، من حضرتك؟

صديق الزوج: أنا صديق زوجك وأريد أن أخبرك عنه شيئا.

الزوجة: خير إن شاء الله.

صديق الزوج: زوجك يخفي عنك دخله الحقيقي، فراتبه ثلاث أضعاف ما يخبرك به.

الزوجة: يريد أن يدخر لنا، الله يزيده من فضله.

صديق الزوج: لكنه ينفق هذا المال على نفسه وأصدقائه ويبخل عليكم.

الزوجة: ما دام هذا يسعده فالله يهنيه ويبارك له. ص

ديق الزوج: وعلمت أنه عقد قرانه على إحدى النساء وأعطاها عشرين ألف دينار مهراً لها.

الزوجة: الله يقصف عمره.

صديق الزوج: أبشرك.. لقد استجاب الله دعاءك وقصف عمر زوجك.

  • لم يكن للأم سوى ولد وحيد فكانت تتعجل زواجه لتطمئن عليه ولتساعدها زوجة ابنها في رعايته وفي أعمال البيت، واختارت له الأم فتاة تزوجها ابنها، لكنها فوجئت بها لا تعينها في شيء بل تجلس تقرأ المجلات وتشاهد التلفاز، فاتفق معها ابنها على أمر، دخل البيت يوماً فسأل زوجته عن أمه فقالت له: في المطبخ تغسل الصحون، أسرع إلى المطبخ وهو يقول لأمه رافعاً صوته لتسمع زوجته: سأغسل عنك الصحون يا أمي، لا يعقل أن تقومي وحدك بأعمال البيت كلها.. ينبغي أن يساعدك أحد، وردت عليه أمه بصوت تسمعه الزوجة: هذا عمل النساء يا ولدي ويكفيك عملك خارج البيت.. فأسرعت الزوجة إلى المطبخ لتقول لزوجها وأمه: لا داعي لهذا الخلاف.. أنا أرى أن تقسما العمل بينكما أنت تغسل يوما.. ووالدتك تغسل يوما آخر!

هذه بعض الطرائف أقترح أن يحكي الزوج لزوجته كل يوم واحدة منها، أو تحكيها الزوجة لزوجها، أو يرسل بها أحدهما إلى صاحبه عبر رسالة هاتفية، ولا شك في أن غيرها كثير، إن هذا مما يضفي المرح على الزوجين، ويزيد في مودتهما والتأليف بين قلبيهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى