الحياة الزوجية

همسة للزوج .. كم تحادثها لا كم تحدّثها !

أخي الزوج

تدخل إلى بيتك فلا تلقي السلام على زوجتك.. وتغادره فلا تودعها.. وتجلس معها إلى مائدة الطعام فكأن على رأسك الطير.. لا تفتح فمك إلا لتضع فيه الطعام.. وإذا حاولت زوجتك المسكينة محادثتك بأيّ أمر.. رددت عليها: بعدين .. بعدين.

البروفيسور هانزيورغن أستاذ العلاقات الإنسانيّة في جامعة (كيل) الألمانيّة..

راعه ارتفاع نسب الطلاق إلى الثلاثين في المائة ( 30 طلاقًا بين كلّ مائة زواج ) وراعه أكثر عمق الخلافات التي تستحكم بين الزوجين..

فأجرى دراسة مطوّلة وعميقة.. تناولت خمسة آلاف زوج.. وراعى أن يكون الأزواج يمثّلون مختلف قطاعات الناس.. اجتماعيًّا وعلميًّا وماليًّا.. وكانت النتائج التي توصّل إليها مذهلة – حتّى لنفسه – لأنّها لم تكن في تصوّره مطلقًا.

لقد اكتشف البروفيسور أنّ الذين مضى على زواجهم أكثر من أربع سنوات.. لا يتجاوز معدّل الحديث بينهم عشر دقائق يوميًّا.. وقد يكون عن أمور تافهة لا أهمية لها..

وتوصل يورغن إلى أنّ هذا الانقطاع.. وعدم التواصل ..هو السبب الأوّل في سوء التفاهم بين الأزواج.. وفي حدوث الطلاق فيما بعد.

وفي الولايات المتحدّة ذكر أحد الأطباء النفسانيّين الأميركيين أن ما بين 50 و 70 في المئة من الزيجات تتأثّر تأثّرًا سلبيًّا بهذه الظاهرة.. ظاهرة عدم التواصل بين الزوجين بسبب ميل الزوج إلى الصمت والسكوت.

وقالت الدكتورة زيلدا وست ميدز: إنّ مزيدًا من السيّدات يشتكين من عدم التواصل مع أزواجهنّ أكثر من شكواهنّ من أيّ شيء آخر.

وتذكر الدراسات النفسيّة أنّ الزوج الصامت يجعل زوجته تشعر بالحرمان والإهمال.. بل تشعر وكأنّ زوجها يعاقبها

قالت إحدى الزوجات إنّها أوشكت على طلب الطلاق من زوجها لأنّه لا يحدّثها. وزادت رغبتها في الانفصال عنه حينما خرجا معًا.. فسمعته وهو يغادر البيت ويقول: أهلًا يا حبيبتي.. كيف حالك الآن؟ التفتت إليه فإذا به يكلّم… القطّة . قالت الزوجة: إنّها اكتشفت أن زوجها أعطى من وقته للقطّة عشرة أضعاف ما أعطاه لزوجته.

عزيزي الزوج ..

إنّك تطيل الحديث مع روّاد الديوانيّة التي تجلس فيها.. وتطيل الحديث مع زملائك في العمل.. وتطيل الحديث على الهاتف مع أصدقائك.. فلماذا تختصر الحديث مع زوجتك ..؟ لماذا لا تحادثها؟ ولا أقول: تحدّثها . لأنّ كلمة (تحدّثها ) تعني أن تتحدّث أنت وتسمع هي.. بينما (تحادثها) تعني أن يحدّث كلّ منكما الآخر: تحدّثك فتستمع إليها.. وتحدّثها فتستمع إليك.

د. محمد رشيد العويد ( من كتاب أيها المتزوجون كيف تسعدون)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى