الحياة الزوجية

الأسرة أولاً: عالجا مشكلاتكما ولا تؤجلاها كثيراً

 

في مقال بعنوان: “الأسرة أولاً: عالجا مشكلاتكما ولا تؤجلاها كثيراً” للاستشاري الأسري الدكتور محمد رشيد العويد حيث يقول:

المسكنات تخفف الألم، وقد تخفيه وتزيله، ولكن مؤقتاً، لأن الألم سيعود إذا كان سببه مرضاً يحتاج إلى علاج. وهكذا النزاعات الزوجية، قد ينجح الزوجان في تجاوزها بشيء من تطييب الخاطر، وببعض الاعتذار، ولكنها ستعود وتعود معاناة الزوجين منها بعد ذلك. وكما أنه لابد من علاج المرض المُسبِّب للألم؛ كذلك لابدّ من علاج السلوك الخاطئ لدى أحد الزوجين، أو لديهما معاً، وهو السلوك المُسبِّب لتكرار النّزاع بينهما.

وقد لا يستطيع الزوجان علاج ذلك السلوك الخاطئ؛ ليس لأنهما لا يريدان الوفاق، بل لأنهما لم ينجحا في تشخيص ذاك السلوك، أو ذلك الطبع، أو هذا الاعتقاد. لهذا يحتاجان مراجعة استشاري أسريّ ليُشخّص ذلك الراسخ في اللاشعور، ويعمل من ثم على انتزاعه، أو تعديله على الأقل. سيُفتش الاستشاري في أعماق ذاكرة الزوجين بحثاً عن خبرات سلبية، وأحزان دفينة تقف وراء ذلك السلوك أو الطبع ويعمل على علاجه عبر متابعة مستمرة لهما من خلال عدة جلسات.

تقول إحدى الدراسات إن في إمكاننا تحويل أنماط من التفكير السلبي اللاشعوري إلى دائرة الوعي والإدراك، ثم نحذف هذه السلبيات حتى نسيطر على أنفسنا ونسترد زواجنا العامر بالمودة والرحمة. وإن لم نعالج تلك الأفكار السلبية الراسخة في عقول الأزواج، من رجال ونساء، فلن ننجح في تصحيح سلوكياتهم الخاطئة، المدمرة أحياناً كثيرة.

ولهذا نجد خلافاً بسيطاً بين الزوجين ينقلب نزاعاً يهدد زواجهما بالتصدع والانهيار، بسبب سيطرة تلك المشاعر السلبية والاعتقادات الخاطئة، والموجهة من ثم لأقوالهما وأفعالهما.

على الزوجين اللذين يعانيان نزاعات مستمرة أن لا يؤجلا تشخيصها ومعرفة أسبابها، بل عليهما المبادرة إلى علاجها قبل أن تزداد، وتتأزم، وتتعقد، ويصعب من ثم حلها.

د.محمد رشيد العويّد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى