التعلم

التصميم التعليمي (علم، ومهارة، وفن) | أ. ياسمين يوسف

يتميز العالم المعاصر في ظل التحولات المتسارعة بالتنافسية العالية وأصبحت الفرص متاحة للجميع فهناك طلبٌ كبير على مختلف المهارات في المجالات متعددة لشتى المهن والتخصصات. وفي ظل هذا التنافس زاد الطلب على الدورات التدريبية والتكوينية، وتزايد العرض أيضًا، حيث تنافس الخبراء لتقديم وِرش عمل، ودورات متخصصة، كلٌ في مجاله.

 ولكن هناك إشكالية حقيقية حيث يعتقد أصحاب الخبرة والعلم في مجالٍ ما أن هذا يكفي لتأهيلهم لتصميم دورة تدريبية، أو ورشة عمل في هذا المجال. ربما يعتقدون أن الأمر بسهولة الظهور في لقاء إعلامي والحديث في مجال تخصصهم، أو ربما يعتقدون أن الأمر ببساطة وضع المحتوى بترتيب معين، وعمل عرض صوري جذاب مليء بالمؤثرات المتحركة، والصور المُبهرة، وتجهيز بعض المطبوعات، وهو أمر أبعد ما يكون عن الصحة.

يحتاج المتخصص في مجال معين إلى مهارات التصميم التعليمي ليستطيع تحويل محتواه المعرفي، والعلمي إلى محتوى تعليمي أو تدريبي. فإذا لم يمتلك تلك المهارة، فسوف يؤدي ذلك إلى دورات تدريبية ذات محتوى ركيك لا يحقق نتائج حقيقية، ولا يحفّز الجمهور. والإشكالية الأكبر أن الجمهور نفسه قد لا يشعر أنه لم يحصل على شيء ذي قيمة لعدم معرفته بالأسس العلمية لتصميم وتطوير المحتوى التعليمي. من هنا جاءت أهمية دورة “تصميم التعليم والتدريب (علم ومهارة وفن)”. فنحن هنا لنساعدك على سبر أغوار هذا العالم الشيّق.

التصميم التعليمي:

التصميم التعليمي Instructional Design هو مجال تخصص مهم يعتمد على “عملية” ذات مراحل منظمة من المُدخلات، والعمليات، والمُخرجات بأهداف تعليمية محددة، وفي الماضي كانت وظيفة المصمم التعليمي مستقلة عن وظيفة صاحب العلم والخبرة في مجال التخصص، بحيث يتعاون المصمم التعليمي مع صاحب التخصص، ويعمل معه عن قرب لتصميم منهج تدريبي أو تعليمي.

والآن تزايد الإقبال على تمكين أصحاب المحتوى من امتلاك مهارات التصميم التعليمي حتى يتمكنوا من تصميم محتواهم التعليمي، والتدريبي دون الحاجة إلى وسيط، لذلك فهذه الدورة مهمة لمن يقومون بالتصميم التعليمي بالفعل ممن يساعدون أصحاب المحتوى، وهي مهمة أيضًا لأصحاب المحتوى الذين يريدون تحويل محتواهم لدورات تدريبية، وورش عمل. بل إن هذه الدورة مهمة لكل من يقدم أي محتوى تعليمي من أي نوع كخطب الجمعة، والحلقات الدينية، والدروس التعليمية وما شابه، وطالما أن الشخص لديه محتوى معرفي، أو علمي، ويريد تحويله إلى محتوى تعليمي، أو تدريبي، فإن مجال التصميم التعليمي مهم له.

علم، ومهارة، وفنّ:

والأمر حقًا له أصول علمية، ومهارية، ويمكن أن يصبح فنًّا حقيقيًا يساعد المصمم في تصميم “خبرات تعليمية” مبهرة، فهناك تأطير نظري مهم من الجانب العلمي يتمثل في فهم نظريات التعلّم، وكيف يعمل المخ في العملية التعليمية، وطرق تحفيزه، والاعتبارات التي يجب مراعاتها لتجنب أي عناصر تعليمية تعوق التعلّم، وغير ذلك من أمور مهمة، ثم يتدرج الأمر نحو التطبيق المهاري العملي من خلال مراحل منظمة لعملية التصميم التعليمي، ونماذج واضحة يمكن اتبّاعها لضمان انسياب عملية التصميم، وتحقيق الأهداف التعليمية، ثم يأتي جانب الفنّ عندما نضيف عناصر “ألعاب” gamification، وحيّل تصميمية، وإستراتيجيات جذب للمتعلم، وغيرها من عناصر التشويق، والتأثير الفكري والوجداني.

المُخرجات:

إن أول ما يعتني به غير المتخصص عندما يشرع في تجهيز دورة تعليمية، هو “إنتاج” شرائح عرض صوري، ودليل متدرب، وبعض المواد لتسليمها للمتدرب، لكن في الواقع كل تلك العناصر هي مخرجات نهائية يأتي إنتاجها بعد مراحل متعددة من البحث، والتصميم، والتطوير، والتجريب، والتقييم المرحلي. فالتصميم التعليمي “كنظام” له “مُدخلات” تتمثل في دراسة الفجوة التعليمية التي نحتاج لسدّها، ومعلومات نجمعها لبحث الاحتياجات، وأهداف يتم تحديدها بدقة، وله “عمليات” تتمثل في مراحل التصميم، والتطوير، والتجريب، والاختبار، والتقييم، وكذلك له “مُخرجات” وهي تتمثل في المنتجات النهائية من دليل متدرب، وشرائح عرض صوري، وبطاقات، وأدوات تعليمية مُساعدة.

إن اختصار “عملية”، و”نظام” التصميم، واختزاله في مجرد إنتاج بعض المواد المتعلقة بالتدريب، هو أمر غير مهني وغير احترافي، ولا يؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية والتدريبية.

التوصيات:

إن مهمة تقديم محتوى تدريبي، وتعليمي هي أمانة يضطلع بها مقدّم الدورات التدريبية، وتستدعي منه أعلى درجات المهنية والتمكّن، فطالب العلم والمهارة يأتي إليه واثقًا في أنه سيؤهله بما يحتاجه من التدريب من أجل تحقيق أهدافه، وهذا وحده ينبغي أن يضع على كاهله مسؤولية كبيرة في تطوير مهاراته التصميمية لأداء هذه الأمانة.

إلى جانب ذلك هناك منافسة عالية في سوق التدريب، جعلت لدى المتدرب تطلّبًا عاليًا للجودة وفتحت الباب على مصراعيه للمقارنة بين مقدمي الخدمات، كل هذا ينبغي أن يحفّز كل مصمّم محتوى أن يؤسس نفسه في مجال التصميم التعليمي من خلال الدورات المهنية الاحترافية ليقوم بمهامه على أكمل وجه، وليبني سمعة قوية في السوق بإذن الله. يمكنك الاشتراك في دورة “تصميم التعليم والتدريب (علم ومهارة وفن)”، من خلال هذا الرابط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى